الحب يا اعزائي هو اهم غذاء للقلب

الحب يا أعزائي هو أهم غذاء للقلب

لأن الإنسان المُحب يحيى قلبه ويبتعد عن القسوة ويبتعد أيضاً عن المعاصي التي مصيرها النار واك

قال الإمام علي ( عليه السلام ): " من مات قلبه دخل النار "

فبهذا القول المأثور للإمام هو إثبات بأن القلب يحتاج إلى إحياء وإحياءه هو الحُب والعاطفة لأنه العنصر الرئيس في تغذيته والحُب كثيرة أنواعه كحُب الله تعالى وحُب رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآلـــه وسلم ) وحُب آل بيته الأطهار ( عليهم السلام ) وحُُب الوالدين وحُب الزوجة وحُب الأبناء والحُب الجم للأكل وحُب الوطن وغيرها من أنواع الحُب الكثيرة.




ولكن سوف نخصص نصنا هذا للتحدّث عن الحُب بين الرجل والمرأة لعلنا نصل إلى الهدف المطلوب وإلى إظهار معنى الحُب بالمفهوم الصحيح إنشاء الله .

إن الحُب يا أخواني وأخواتي هو شعور غير ظاهر بل أفضل الشعور التي تداعب وتدغدغ الأحاسيس ويسحرُ القلب بكامله، والحُب أيضاً كلمة قليلة الأحرف وبسيطة ٌ في النطق ولكن لها كم ٌ هائل ٌ من المعاني العظيمة التي يعجز الفكر والعقل عن وصفها وتوضيحها،




الحُب أيضاً هو سببٌ لدوام السعادة وسببٌ أيضاً لتحقيق التقارب والدنو والتجاذب الروحي والنفسي والذاتي والارتياح بين باقي الناس بفيض بحر العواطف التي يتدرج منها الإعجاب وهو تمهيد ٌ للحُب ومن ثم العشق والهوى والغرق في بحر الغرام،

والحُب أيضاً أجمل و أنعم وألطف وأسمى كلمة لأن بالحُب يجلبُ الأمان وتولد ُ الألفة والرباط ُ الوثيق وينبع الحنان بفيضه الغزير وبالدفء الوافر وإن شمسه اللقاء وقمره العناق،




الحُب أيضاً هو شيء ٌ جميل يتسلل ويتدفق في أعماق وتجاويف القلب ليقوم بامتلاك الروح بإحساس ٍ مرهف ويقوم بالسيطرة على كيان الإنسان العاشق ويتجوّل به إلى العالم الآخر وهو عالم العاطفة والبوح بالأسرار وإفشاء الخفايا، الحُب أيضاً هو أجمل دواء ٍ للروح وبدونه لا تستمر الحياة وتكون في حالة اضطراب.



بالحُب ينطلق في الفجر النسمة و تكتمل ُ مداعبة الإحساس وتسحرُ العيون وتفتن، بالحُب أيضاً تكثرُ الورود والأشعار والخواطر والشموع والعذاب والجميل وتبادل الشعور المشترك بين طرفين يربطهم ذالك الرباط الوثيق إلا وهو الحُب، الحُب هو كلمة ٌ مؤنسة ومنعشة و أنشودة ٌ عذبة تخرج من أفواه الصادقين وهو أيضاً في جوفه وأعماقه شظايا الشوق واللهفة العظيمة والاشتياق الدائم وانقباض القلب وارتباط ٌ بوعود ٍ وعهود ومواثيق لا تحصى ومعلقة ٌ على عدم الخيانة والوفاء الدائم من كلا الطرفين،



الحُب هو رحلة ٌ في عالم التآلف والتفاهم والتكاتف والتضامن وهوُ أيضاً انفتاح أبواب القلب وجعلها مشرعة ُ لمُحبها وتلاقي الأنفاس وتبادل النظرات الجميلة الخالية من الحقد والضغائن، الحُب أيضاً هو لبُ ولبَنة ولذة ُ الحياة فيحتاج ُ إلى تضحية ٌ وفِداء وهو الديمة والسحابة ُ الممطرة للبيداء القاحلة والجوفاء، الحُب أيضاً هو الفرحُ والبكاء والسعد والشقاء والتعايش بالأفكار والشعور وهو التفاهم والانسجام والجاذبية وتوافق الرأي والتفكير وإتحاد الأرواح فيما بين الطرفين فالحُب علاقة ٌ مرتبطة ٌ بالنزاهة بل لابد أن يسودها الوئام والود.



الحُب أيضاً تجربة ٌ جميلة تبعد الإنسان عن وحدته المريرة وإحساسه بوجوده وغزل وتوصيف جميل وتكوين حياة ٌ مشتركة هي أساسٌ لصميم شخصيته وجوهره ووجوده والبعد عن المعاناة بل جعل الطرف الآخر أي الحبيب جزءٌ من كيانك ومرتبط بروحك وأنفاسك وتسعى لإسعاده بشتى الطرق وتتحلى معه بالصبر في المعاملة، يا أعزائي لا نريد أن نقلل من معنى الحُب ونجعله من الهوامش والتوافه ولا نكون مثل هؤلاء الجهلاء الذين يعتقدون بأن الحُب يعني علاقة غير مشروعة وانحرافات وشذوذ وغيرها أن أتحدّث عن الحب المُحلل بين الزوجة والزوجة ؛




لابد أن يعرفوا بأن الحب هو من أرقى الغرائز في الإنسان و هو الهيام وغاية المراد والمطلوبُ والمرام وعــلاقة ٌ سامية تغمرُ الإنسان بالسعادة والإخلاص لأن بالحُب نتعلم الرحمة والرأفة والتسامُح وقبول العذر، الحُب أيضاً هو وسيلة ُ القلب الذي ينبض بإرادة ٍ جبارة وقوية يملأها التوافق وتعدي الحدود والفوارق ولا أتحدّث عن الحُب الجسدي والمظهري فهذا حُبٌ زائف قابل للفناء ومصيره الانهيار ولكن الحُب الجوهري والروحي والنفسي أعظم وأسمى حُب في الوجود وهو الحُب الأتقى والباقي والمليء بالعطاء والتضحيات والصراحة وعدم المراوغة والتعاون والحُب والمغمور بنفحات الحنان والعواطف، الحُب أيضاً هو العشق من أعلى هامة الرأس إلى أخمصُ القدمين بطهارة ٍ وصدق ٍ ونظارة وعذوبة والبُعد عن الروتين الملل والمزعج والبُعد عن التصنّع واللامبالاة والوحدانية التي تجلب الانفلات الأخلاقي وغيرها،




الحُب يا أخواني وأخواتي أجمل مفردة ٌ ينطقها اللسان لأنها تسعد كل من على الكون وتبدأ ساعة ميلاد الإنسان عندما يملأه الشعور بالحُب ويتغلغل في أعماقه ويتغذى بالمشاعر الفيّاضة ويمتلك بحوراً من الحنان وألوان الشعور النبيل الدافئ كشعاع الشمس المليء بالحُب والذي لا يغيب طالما وجد الوفاء بل سوف ينبض ذلك القلب العاشق من جديد وإلى جديد إذا تمسّك باسم الحُب وضلوعه سوف تكون أساساً في ذلك وسوف تستشعر العاطفة وتأخذه إلى عالم الهمس والتوّجس الرقيق إلى مرسى ً يزخرُ بألوان القداسة والخصوصية والأمل وتلاقي الأعين والقلوب ومداعبة الأرواح المشتاقة،




الحُب أيضاً هو أن تفهم الطرف الآخر دون أن يتكلّم ويبدي ما في خاطره وتلبي نداءه وتشاركه في المشاورة عند اتخاذ القرارات وحفظ الأسرار قال الإمام علي ( عليه السلام ): " أجعل سرك إلى واحد ومشورتك إلى ألف " فالحُب عالمه شاهقاً وواسع ولغته صعبة ٌ في الترجمة والحُبُ صفاء ٌ ونقاء وصون للنفس والبُعد عن المراوغات والأكاذيب وهو شم ٌ للرياحين وسماع ٌ للعبارات الجميلة والغرق في خلجات الروح والغوص في أعماقها يحسّه ويشعر به كل محب.





الحُبُ أيضاً هو سياج المودة به تشرق الوجوه وتبتسم الشفاه وتتألق العيون وهو إحساس تفسره وتشرحه وتفهمه لغة ُ النظرات والعيون والصمت والسكون والتوق والاشتياق للآخر كلما غاب عنه، الحُب أيضاً هو أداة ٌ تدخلُ وتسللُ بهدوء وتستقرُ في غفلة ٍ للعقل وهو إحساس يمتلكه الشجون والتحليّق في فضاء وعالم الرقة والعذوبة ُ والجمال وهو أيضاً عرفان الجميل وعدم نكرانه وهو حالة ٌ ذهنية ونفسية وهي طاقة ٌ تغذي المشاعر بأحاسيس ٍ سامية ٌ وعظيمة وجيّاشة ومتصلة بعوامل فسيولوجية تعمل على إنعاش تلك الأعماق في الإنسان برومانسيةٍ واهتمام وسعي ٍ للاستمرارية وبعد ٍ عن طقوس الأحزان والمآسي والزعل، إن الحُب أداة ٌ رائعة تعمل على الجد وتلهينا عن الأحلام الخرافية وتشدنا إلى الاهتمام بالآخر





فالحب هو طاقة ٌ نفسية وروحية قابلة للزوال والنفاذ إذا لم تجد من يعيرها الاهتمام سوف ترحل وتزول،
الحُب أيضاً هو معاملة تنطق بالشفاه وتفهم بالقلوب قال الإمام علي ( عليه السلام ): " القلبُ مصحفُ البَصر" فالشخص المُحب إنساناً ذو مشاعر رقيقة وحنون على كل البشر، الحُب شيئاً لا يبلغ وصفه في كل الحالات فالعاشق دائماً ينظر لمُحبه بعين الرضا والقبول ولا يرى فيه إلا الجميل حتى في عيوبه فالحُب هو قطع الشك وتأكيد المودة كما قال الإمام علي ( عليه السلام ): " إذا شككت في مودة إنسان فسأل قلبك عنه ".





إن الحب أيها القراء هو إثارة المعاني الجميلة وهو الذي يعم السلام وسببٌ في وقوع الوفاق و به يلمس لين الحرير ويذاق العسل وهو رحلة ٌ إلى عالم ٍ جميل بأحاسيس شفافة وبرهافة الأشجان ودماثة الشعور فبالحُب تحقق آمال المستقبل المنتظرة وأيضاً تحقق الأمنيات وتدوم الأحاسيس بالاطمئنان والسكينة والاستقرار النفسي والروحي وذرف الدموع من المقلتين وسماع الشكوى وإفشاء الهم، إن الحُب هو لمسة ٌ من الرفد والعطاء والتقدير وأنه شعورٌ يتسربُ إلى قلبك ويدخلهُ دون استئذان أو دق باب ويسيطر على العقل والجوارح ابتداءاً من الإعجاب وإنتهاءاً بالعشق الجنوني التي يندرج منها الغيرة المعقولة



عند ابتداء الحُب يُعزفُ عزفاً متناغِماً على أوتار القلب وينتشر عبيرهُ الفوّاح وتنتشر أشعتهُ البرّاقة ويكتمل الحُب بالمشاعر العذرية بزلزلة ٍ للروح والكيان وإنتاج تلك الطاقة التي تبعدنا عن القسوة والالتحاق بأعظم مدرسة يتعلم فيها العاشق لغة ٌ ليس كمثلها لغة ويتعلم فيها بأن الحُب فضيلة ُ الفضائل وتحمي عقولنا من الضياع لأن الشخص المُحب سوف يكون نجماً في تلك السماء الماتعة ومجراتها المضيئة ويتعامل بالرفق وعدم الحسد والتفاخر وعدم الفرح بألم الآخرين.




إن الحب إثارة المعاني الجميلة وهو ليس بكلمة تنطق ولكن هو الأفعال والتضحيات وهو الصراحة والوضوح وأشواق ساخنة وورود حمراء وشجرة ٌ مثمرة ٌ خضراء وصورة ٌ ملونة بأجمل الألوان ورسالة ٌ مزخرفة ٌ بحروفٍ مذهبة، إن الحُب هو حياة أخرى يملأها الحنين وشعورٌ متدفق من غياهب النفس العاشقة وهو إخلاص الصفات بالمروءة وهو سماءٌ صافية وبحرٌ هادئ وإحساس يلهب الوجدان وهو روضة ٌ من جنان ليس لها مثيل وهو أسمى شعار وإشراقه الشمس في كل صباح،



بالحُب تعرف الرحمة وتزيد الفضيلة وتمحى الرذيلة وتغمر الأرض بالأنوار وبالحُب يعرف الفداء بالروح وعدم كسر الأماني، إن الحُب هو أقوى سلاحٌ ضد الشياطين وأصعب امتحان وهو الاحترام والثقة وعدم النفاق وهو عطاء ٌ متدفق وثمرٌ جميل وتحرر من قيود النفس، إن الحُب هو نورٌ في العطاء ونارٌ عند الحرمان منه والحياة بدونه عقيمة ٌ لا تطاق وهو أساس كل خير وتضحية ٌ بلا مقابل، إن الحُب هو ماء الحياة وغذاء الروح وقوت النفس وسياج المودة وهو الأشجارُ المورقة بالأماني المستقبلية وهو كأمواج البحر الذي تتلاطم أمواجه بالخير على صاحبه